عينة الخصية الميكروسكوبية
التقدم الهائل في السنوات العشرين الأخيرة أتاح للرجال الذين كانوا يعانون من العقم التام الوسيلة لإنجاب أطفال.
ويمكن ذلك عن طريق تقنية الحقن المجهرى.
فهذه التقنية قد قللت من عدد الحيوانات المنوية المطلوب لتلقيح البويضة إلى حيوان منوى واحد بدلا من ملايين الحيوانات المنوية.
و يعنى هذا أن الرجال المصابون بنقص حاد في عدد الحيوانات المنوية، و الذين لم تتحسن حالاتهم بوسائل العلاج الأخرى، لديهم طريقة جديدة و فعالة لحدوث حمل. و أدى ذلك أيضا إلى إعادة تفكيرنا و نظرتنا لكيفية عمل الخصية.
و قد أدى ذلك إلى إكتشاف أن الرجال الذين يعانون من عدم وجود حيوانات منوية بالسائل المنوى نتيجة فشل وظيفى بالخصية، قد يكون لديهم بؤر صغير جدا بالخصية تقوم بإنتاج حيوانات منوية.
فإن حوالى 60% من هؤلاء الرجال الرجال، يوجد عدد قليل جدا من الحيوانات المنوية داخل الخصية، و التي يمكن إستخدامها في تقنية الحقن المجهرى لإنجاب طفل أو أكثر.
و تعتبر هذه الأخبار جيدة للرجال الذين يعانون من عدم وجود حيوانات منوية بالسائل، و لكن التحدى الأكبر لدى خبراء الذكورة، هو إيجاد تقنيات جديدة لتحسين فرص الحصول على حيوانات منوية من الخصية لإستخدامها في الحقن المجهرى.
إستخراج حيوان منوى واحد يحتاج للكثير من الجهد و المهارة مع التكنولوجيا الفائقة
لذلك تم إستحداث تقنية “إستخراج الحيوان المنوى من الخصية بإستخدام الميكروسكوب الجراحى” للرجال الذين يعانون من ضعف شديد و ندرة في إنتاج الحيوانات المنوية.
لايمكن رؤية تفاصيل أنابيب إنتاج الحيوانات المنوية داخل الخصية بإستخدام العين المجردة، و لكن بإستخدام المكبر أو الميكروسكوب الجراحى يمكن رؤية تفاصيل الأنابيب داخل الخصية أثناء الجراحة، بحيث يقوم جراح الذكورة بأخد عينة من الأنابيب التي تبدو أفضل من غيرها و أقرب للطبيعية.
و ذلك لأن فرص وجود حيوانات منوية داخل الأنابيب الأكثر إنتفاخا تكون أكبر من الأخرى المتليفة و الفارغة.
بمجرد أخذ عينات الخصية، يقوم أطباء الحقن المجهرى بالمعمل بفحص هذه العينات تحت الميكروسكوب بتكبير أعلى.
ربما يستغرق البحث عن الحيوانات المنوية أكثر من 5 ساعات. لذلك تعتبر عملية البحث داخل المعمل شاقة جدا و تحتاج إلى وقت و صبر و مهارة عالية. في حالة وجود حيوانات منوية يتم حقنها مباشرة داخل البويضة في حالة تحضير الزوجة المسبق للحقن المجهرى أو يتم تجميد الحيونات المنوية لإستخدامها لاحقا.
تعتبر تقنية العينة الميكروسكوبية هي الأفضل، لأنها تعطى الفرصة لأخذ عينات أصغر من الخصية مقارنة بالعينة العشوائية وبأقل ضرر للخصية.
يمكن إجراء العينة الميكروسكوبية كعينة تشخيصية، و في حالة وجود حيوانات منوية صالحة للإستخدام، يتم حفظها عن طريق تقنية التجميد إلى أن يتم تحضير الزوجة للحقن المجهرى في أي وقت بعد ذلك.
يمكن أيضا إجراء العينة الميكروسكوبية في نفس دورة تحضير الزوجة للحقن و في هذه الحالة يتم حقن الحيوانات المنوية الصالحة مباشرة داخل البويضة دون تجميد.
في بعض الحالات، خاصة في حالة الضعف الشديد للخصية، تكون الحيوانات المنوية قليلة جدا و من الممكن ألا تكون بحالة جيدة عند عملية إسترجاعها من التجميد، لذلك يكون إستخدام الحيوانات المنوية الطازجة هو الإختيار المناسب في مثل هذه الحالات.
فرص الحصول على الحيوانات المنوية بإستخدام التقنية الميكروسكوبية، تكون حوالى 60%، و هة نسبة أعلى بكثير من العينة العشوائية أو بإستخدام السحب.
Menu