مرض بيرونى

ما هو مرض بيرونى؟

 

هو خلل يتسبب فى تكوين أنسجة ندبية متصلبة أسفل الجلد المغطى للقضيب، وتعرف هذه الأنسجة بإسم التليفات، هذه الصفائح تتسبب فى جعل القضيب أقل مرونة، وهو ما يؤدى إلى ظهور إنحناء واضح بجسم القضيب، والذى يتسبب بالتبعية فى صغر طول وحجم القضيب.

قد تشكل الممارسة الجنسية مشكلة كبرى للرجال الذين يعانون من مرض بيرونى، ولاسيما إذا كان الإنحناء الموجود بالقضيب كبير. كذلك قد يعانى البعض منهم من الألم ومشاكل بالإنتصاب.

 

لايزال السبب الفعلى للإصابة بمرض بيرونى غير واضح، وإن أرجع بعض الخبراء السبب إلى وجود خلل فى آلية إلتئام الجروح، حيث قد يصاب الرجل بأذى أثناء إنتصاب قضيبه (كما فى حالة ممارسة الجنس على نحو عنيف) دون أن يعى بشأن إصابته من الأساس، وللأسف فإن عملية الإلتئام وشفاء الأنسجة المتضررة لاتسير على النحو المفترض، وهو ما يتسبب فى تكوين أنسجة ندبية متصلبة فى أنسجة القضيب، دون أن تتحلل أو تختفى تدريجيا كما هو معهود، لتظل موجودة على نحو دائم. ويعتقد أنه ربما يكون هناك عامل وراثى فى بعض الأحيان.

 

يمكن تقسيم الإصابة بمرض بيرونى إلى مرحلتين، وهما:

 

المرحلة الأولى (المرحلة النشطة):

 التى تحدث فى أول 12 – 24 شهر من الإصابة، وفيها تزداد حدة و تطور المرض، حيث يستمر القضيب فى الإنحناء.

 

المرحلة الثانية:

 فتعرف بالمرحلة المزمنة، حيث يستقر المرض وتقل حدة الألم ويتوقف القضيب عن إكتساب مزيد من الإنحناء.

قد لا تحتاج كل حالات مرض بيرونى إلى العلاج، إذ تزول الحالة فى بعض الأحيان من تلقاء نفسها، ويتخلى القضيب عن الإنحناء الموجود به على نحو تدريجى. أيضا فهناك حالات طفيفة من إنحناء القضيب يمكن لأصحابها التعايش معها دون مشكلة صحية، ودون الحاجة إلى تدخل علاجى من أى نوع.

 

لكن قد يقرر كثير من الناس إتخاذ بعض التدابير العلاجية، والتى تتضمن الخضوع لعمليات جراحية، مع العلم أن هناك علاجات غير جراحية يمكن اللجوء إليها فى كثير من الحالات.

 

كيف تؤدى التليفات إلى إنحناء القضيب؟

تتكون هذه الصفائح على الغلالة البيضاء (طبقة نسيجية قابلة للتمدد، توجد أسفل الجلد المغطى للقضيب، وتحيط بأنسجة القضيب التى تنتفخ بالدم عند الإنتصاب). نظرا لأن هذه التليفات تكون متصلبة، فإن هذا يؤدى إلى فقدان الغلالة البيضاء قدرتها على التمدد، وهو ما يؤدى إنحناء القضيب عند الإنتصاب.

 

أين تتكون التليفات؟

تتكون التليفات عادة على السطح العلوى للقضيب، لكن يمكن رؤيتها أحيانا على السطح السفلى.

 أحيانا قد تبدو هذه التليفات وكأنها مجرد خدوش صغيرة، وفى أحيان أخرى قد تتكون هذه التليفات حول القضيب، ليبدو القضيب وكأنه يشبه الساعة الرملية.

 

كيف يمكن علاج مرض بيرونى؟

 

تعتبر الجراحة أكثر الخيارات العلاجية شيوعا وإستخداما.

 عند الإصابة بمرض بيرونى فإن الغلالة البيضاء موضع الإصابة تتعرض للثنى والإنكماش، وهو ما يؤدى إلى إنحناء القضيب إلى ناحية جهة الإصابة، وفى مثل هذه الحالات يتم إصلاح هذا الإنحناء من خلال عمل بعض الغرز الجراحية فى الجهة المقابلة للناحية المتضررة.

أما فى الحالات الشديدة يتم إستئصال الصفائح التليفات، وإستبدالها بأنسجة أخرى كى تحل محلها.

 

كيف يمكن أن يؤثر مرض بيرونى على الطرف الآخر من العلاقة الجنسية؟

قد يؤدى مرض بيرونى فى بعض الأحيان إلى فقدان مرونة القضيب وظهور إنحناء واضح به يجعل من ممارسة الجنس أمرا صعبا أو مستحيلا.

كذلك قد يعانى بعض الرجال المصابين بمرض بيرونى من الشعور بالألم، فضلا عن ضعف الإنتصاب.

أيضا وعلى نفس السياق قد يعانى المرضى من بعض الأبعاد النفسية والعاطفية على نحو سلبى، إذ يعانى البعض من الشعور بالإكتئاب والإحباط نظرا لعدم قدرتهم على الأداء الجنسى بالطريقة التى إعتادوها، وهو ما يجعلهم قلقين حول ما إذا كانوا يحققوا الإشباع الجنسى لرفقائهم من عدمه.

 

وفى هذا الشأن يمكننا القول أن مرض بيرونى بالفعل يؤثر على الطرف الآخر من العلاقة، ففى عام 2016 نشرت جريدة الطب الجنسى دراسة أجراها باحثين كنديين، حيث سلطت هذه الدراسة الضوء على تأثير مرض بيرونى على الطرف الآخر من العلاقة (النساء). حيث ينصح الأزواج الذين يعانون من مرض بيرونى بضرورة الحرص على جعل باب الحوار مفتوحا أمام الطرف الآخر، وخصوصا فيما يتعلق بالأمور بالجنسية منها، إذ ربما يرغبون فى إجراء بعض التعديلات على الطقوس الخاصة والمعتادة بالممارسة الجنسية.

 

 كذلك لا مانع من خضوع كلا الطرفين إلى جلسات نفسية تكون هذه الأمور محور الحديث فيها، حيث يمكن من خلالها مساعدة كلا الطرفين فى التعبير عن المخاوف والحاجات الجنسية الخاصة بهما، علاوة على الحديث عن كل المشكلات الموجودة بينهما إزاء هذا الأمر.

 

هل توجد عوامل خطورة صحية متعلقة على الصعيد الشخصى بمرض بيرونى؟

قد تتسبب عوامل الخطورة الصحية الشخصية فى الإصابة بمرض بيرونى. فعلى سبيل المثال، قد يتسبب إرتفاع ضغط الدم بالجسم أو التدخين فى عدم إلتئام الجروح بشكل صحيح، وهى ما تتسبب على نحو غير مباشر فى الإصابة بمرض بيرونى.

 

 أيضا هناك عوامل خطورة أخرى، وتشمل : مرض السكر، أمراض القلب، الكحوليات و إرتفاع مستوى الكوليسترول بالدم.

 

كيف يمكن أن يتسبب مرض بيرونى فى الإصابة بالضعف الجنسى؟

لا توجد الدلائل العلمية الكافية حول ما إذا كان المصابون بمرض بيرونى عادة مايعانون من الضعف الجنسى ومشكلات ضعف الإنتصاب، لكن هناك بعض الإعتبارات التى ينبغى وضعها بالحسبان.

  • قد تؤدى التليفات إلى ضعف العضلات الملساء الموجودة بالقضيب، وهو ما يجعل من عملية الإنتصاب أمرا غاية فى الصعوبة.

  • قد تؤدى التليفات إلى إختلال تدفق الدم إلى أنسجة القضيب، وهو ما يعنى عدم توافر كميات كافية من الدم داخل أنسجة القضيب للحصول على إنتصاب قوى.

  • قد تتسبب الصفائح النسيجية المتصلبة فى سرعة هروب الدم من القضيب، وهو ما يؤدى إلى فقدان إنتصاب القضيب سريعا، وتحوله إلى وضع الإرتخاء.

  • يعانى معظم المصابين بمرض بيرونى من الإكتئاب والقلق على كفائتهم الجنسية، هذه المشكلات النفسية قد تتسبب فى مشكلات تتعلق بإنتصاب القضيب.

لذا فى حالة وجود مشكلات متعلقة بالإنتصاب أثناء الإصابة بمرض بيرونى، فإننا ننصح بضرورة البحث عن إستشارة طبية متخصصة، حيث يمكن علاج كلا الحالتين (مرض بيرونى و ضعف الإنتصاب)، وسيقوم الطبيب المعالج بتحديد أفضل الخيارات العلاجية التى تتناسب مع حالة المريض.

 

هل يوجد أى علاقة بين إنحناء القضيب الناتج عن مرض بيرونى و الإصابة بضعف الإنتصاب؟

يعتبر إنحناء القضيب أحد أكثر السمات المميزة لمرض بيرونى، حيث تتسبب التليفات التى تتكون داخل القضيب فى إنحنائه عندما يكون فى وضع الإنتصاب. هذا الإنحناء قد يكون كبيرا بدرجة تجعل من ممارسة الجنس أمرا مستحيلا.

 

فى يوليو عام 2014، نشرت المجلة الدولية لأبحاث الضعف الجنسى دراسة قامت من خلالها بدراسة ما إذا كانت درجة وإتجاه إنحناء القضيب متعلقة بالضعف الجنسى أم لا، وقد ركزت فى هذه الدراسة على الضعف الجنسى بسبب ضعف الشرايين الذى يتضمن ضعف تدفق الدم إلى أنسجة القضيب.

 

وقد أكدت نتائج هذه الدراسة أن درجة و إتجاه إنحناء القضيب لا تبدو ذات علاقة بمشكلة الضعف الجنسى ومشكلات ضعف الإنتصاب، حيث قالوا: “إن دور مرض بيرونى فى الإصابة بالضعف الجنسى لايزال غير واضح حتى لحظة كتابة هذه السطور”.

 

ما هى الخيارات الجراحية المتاحة لعلاج مرض بيرونى؟

يتم اللجوء إلى الخيار الجراحى عندما تكون حالة القضيب فى مرحلة الثبات، أى أن القضيب لم يعد يكتسب مزيدا من الإنحناء.

كذلك ينظر الأطباء إلى بعض العوامل الأخرى قبل إتخاذ خيار الجراحة، مثل نوع الإنحناء و درجة الإصابة بالضعف الجنسى (ضعف الإنتصاب).

ولعل أفضل الخيارات العلاجية المتاحة، ما يلى:

 

طريقة طى/ ثنى الغلالة البيضاء:

 الغلالة البيضاء عبارة عن طبقة رقيقة من الأنسجة تحيط بالأنسجة الكهفية بالقضيب (غرفتين من النسيج الإسفنجى تمتلئ بالدم أثناء الإنتصاب).

من المعروف أن التليفات تتكون داخل الغلالة البيضاء، لذا من خلال هذه الطريقة يقوم الجراح بثنى / طى أجزاء صغيرة من الغلالة البيضاء على الجهة المقابلة لإتجاه إنحناء القضيب من خلال عمل بعض الغرز الجراحية، وهو ما يؤدى إلى عودة القضيب مرة أخرى إلى الوضع المستقيم. و تعتبر هذه أكثر الطرق حفاظاعلى الإنتصاب.

 

إستئصال الصفائح النسيجية المتصلبة وإستبدالها برقع نسيجية حية:

 يتم اللجوء إلى هذه الطريقة فى الحالات الشديدة والمتقدمة، حيث يقوم الجراح بإزالة الصفائح النسيجية المتصلبة وملء مكانها برقع نسيجية من جسم المريض أو من جسم إنسان أو حيوان آخر. و هذه الطريقة تؤدى فى أغلب الأحيان إلى ضعف بالإنتصاب.

 

زرع أجهزة تعويضية بالقضيب:

 قد يلجأ الطبيب المعالج إلى هذا الخيار فى حالة إصابة المريض بمرض بيرونى و الضعف الجنسى.

بناء على نوع الجراحة والحالة التشريحية للقضيب، قد يلاحظ المريض تناقص طفيف فى طول القضيب أو فقدان الوظيفة الحسية للقضيب بدرجة متفاوتة من شخص لآخر.

 

أما الأشخاص الذين يعانون من مرض بيرونى فى حالته النشطة (أى ما زال القضيب يكتسب مزيدا من الإنحناء)، لديهم الخيارات العلاجية التالية:

 

العلاج الموضعى:

 حيث يتم حقن مادتى الفيراباميل والإنترفيرون مباشرة داخل الصفائح النسيجية المتصلبة، وهو ما يؤدى إلى توقف إنتاج الكولاجين داخل أنسجة القضيب (البروتين الذى تتكون منه الصفائح النسيجية المتصلبة). وللعلم لايزال هناك جدل دائر حول مدى جدوى وفعالية هذه الطريقة فى علاج مرض بيرونى.

 

طريقة الشد:

 تتضمن هذه الطريقة إرتداء جهاز معين صمم خصيصا لشد القضيب وجعله دائما فى وضع مستقيم، حيث يتم وضع الجهاز لمدة تتراوح بين 6 – 9 ساعات يوميا (مع وجود فاصل زمنى يبلغ 30 دقيقة كإستراحة كل ساعتين). وقد حققت هذه الطريقة طبقا للتقارير المنشورة نتائج لا بأس بها، ولاسيما أنها يساعد إلى حد ما على زيادة طول القضيب على نحو غير مباشر.

 

إستخدام أجهزة الإنتصاب التى تعمل بتفريغ ضغط الهواء (الفاكيوم):

 تستخدم هذه الأجهزة عادة فى حالات ضعف الإنتصاب، لكن هناك بعض الدراسات التى أكدت أنه يمكن إستخدامها فى حالة الإصابة بمرض بيرونى. لإستخدام هذه الأجهزة يتم وضع إسطوانة بلاستيكية شفافة على القضيب، هذه الإسطوانة تتصل بمضخة، والتى تقوم بتفريغ ضغط الهواء عند تشغيلها، وهو ما يتسبب فى إنتصاب القضيب.

بعض العقلقير التى قد تساعد على عدم تفاقم المرض و القضاء علية نهائيا، لكن فععالية هذه العقاقير لم تثبت بشكل قاطع الى الان.

 

أحدث علاج لمرض بيرونى:

فى ديمسبر عام 2013 قامت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية بالموافقة على إستخدام دواء حقن جديد يعرف بإسم عقار زيافلكس لعلاج مرض بيرونى، وقد حقق هذا العقار نتائج ممتازة فى القضاء نهائيا على هذه التليفات فى 6 الى 8 جلسات.

 

 

مقالات ذات صله

مركز د. أحمد مطاوع لطب وجراحة الذكورة

📞 تليفون: 01020348979 – 01275219306
📍 العنوان: مصر الحديدة: العنوان: 6 شارع د. محمد عسكر متفرع من شارع الحجاز ناصية المختبر(إتجاه هليوبوليس إلى المحكمة) مصر الجديدة – الدور الأرضى.
المواعيد : يوميا 3 إلى 7 مساءا عدا الخميس و الجمعة
error: Content is protected !!